كلمة لا بد منها: «رؤيـا» انطلاقة مجيدة وموفقة - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني


كلمة لا بد منها: «رؤيـا» انطلاقة مجيدة وموفقة
يوسف السيِّد أحمد
05/01/2008

إنَّها فعلاً انطلاقة رائعة كنا ننتظرها منذ زمن، ولكنها جاءت، وهذا هو المهم. لقد شعرت بسعادة غامرة عندما عرفت بمجموعة "رؤيـا" وما هي الآمال التي تراود أذهانهم، وما هي الأفكار التي يحملونها، إنها فعلاً نظرة واقعية تنبع من إحساس بالمسؤولية، وإيمان بالعمل من أجل الصالح العام، هذا الشعور بالآخر، المقرون بحب العطاء، وتقديم الإمكانيات المتاحة لهذا المجتمع الذي ينتمون إليه، هذا هو الإبداع الحقيقي والنضج العقلي المقرون بالوعي الاجتماعي، ليس هذا فقط ما أسعدني، ولكن زادت فرحتي عندما شاهدت هذا الإقبال الكبير من الفتية والفتيات (من طلابي الأعزاء) اليافعين النشيطين والمندفعين للعمل والخدمة والعطاء بكل ما أوتوا من طاقات وحبٍ للعمل. أبارك فيكم هذه الروح، وأقدم لكم التهاني بالأعياد المباركة والمجيدة، لعل عملكم هذا ترافق مع قدوم العام الجديد تحيط به الآمال، والاقتران بزيادة في العطاء، وخطوات كبيرة في التقدم، وأرجوه عاماً مفعماً بالأماني، وهذا يذكرني بقصيدة الشاعرة الكبيرة "فدوى طوقان" إلى العام الجديد عندما تتلهف بأشواقها حاملة التسابيح والألحان إلى العام الجديد وكأنَّه حبيب قادم، فتطلب منه أن يمنحها الأجنحة لتطير والنور لترى..
في يدينا لكَ أشواقٌ جديدة
في مآقينا تسابيحُ، وألحان فريدة
سوف نزجيها قرابين غناء في يديكْ
يا مطلاً أملاً عذبَ الورود
يا غنياً بالأماني والوعود
ما الذي تحمله من أجلنا ؟
ماذا لديك ؟
فبالحب تستطيع أن تتفجَّر كنوز الخير، وتحيل الأغاني خضراء مزهرة وذات عطاء وثراء خصب، فالحب هو الذي يبني العالم ويعيد كل ما تهدَّم ويعيد فرحة الخصب والجمال إلى هذه الدنيا المقفرة.
أعطنا حبّاً ، فبالحبِّ كنوز الخير فينا تتفجَّر
وأغانينا ستخضرُّ على الحُبِّ وتزهر
وستنهلُّ عطاء ً
وثراءً
وخصوبة
أعطنا حبَّاً فنبني العالم المنهارَ فينا
من جديد
ونعيد
فرحة الخصب لدنيانا الجديبة
أما الأجنحة التي بواسطتها تحلِّق هي فتنطلق من الكهف المحصور والعزلة التي هي أشبه بسجن حديدي. وأمَّا النور فيبدد الظلام، وفي دفقه وشدَّته تسير الشاعرة إلى القمة لتجتني أو تقطف انتصارات الحياة.
أعطنا أجنحة نفتح بها أفق الصعود
ننطلق من كهفنا المحصور من عزلة جدران الحديد
أعطنا نوراً يشقُّ الظلماتِ المدلهمَّة
وعلى دفق سناه
ندفع الخطو إلى ذروة قمَّة
نجتني منها انتصارات الحياة.
إنَّها تباشير خير أيها الأحبة تلوح في الأفق لتوحي لكلِّ متتبِّع لمسيرتكم هذه أن: "أوَّل الغيث قطر ثمَّ ينهمر".
لعلّ مجلتكم هذه وما سيتبعها من إبداعات لهي رسالة حضارية مشرقة، تقوم بتعبئة حاشدة للكاتب والقارئ معاً في عملية تثقيفية متكاملة تساهم في نشر الوعي وتعميقه، تكون محصِّلتها النهائية زيادة الإصرار على التمسك بالعادات والتقاليد، وتعميق المحبة بين أفراد مواطنينا لعل الزمن الجميل يعود بيننا.
وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف الجهود، والتعاون المثمر، وإفادة بعضنا البعض بما نملك.
عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا